تلقت شباك منتخب مصر هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع ليخسر من جنوب
إفريقيا بهدف نظيف ويودع حلمه بالوصول إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية
2012.الخسارة تعني عمليا استحالة الوصول إلى قمة المجموعة السابعة، ولكن نظريا
يحتاج الفريق المصري إلى الفوز بجميع مبارياته المقبلة مع حدوث حسبة معقدة
لنتائج الفرق الثلاثة الأخرى، وهي حسبة قد لا تحدث سوى في خيال أكثر
المشجعين المصريين تفاؤلا.وتلعب النيجر مع سيراليون يوم الأحد في إطار المجموعة السابعة نفسها.وحتى التأهل ضمن أفضل فريقين من أصحاب المركز الثاني يبدو بعيد المنال، إذ
جمع أكثر من فريق من أصحاب المركز الثاني أربع نقاط حتى الآن في الوقت الذي
لاتزال مصر فيه تمتلك نقطة واحدة من ثلاث مباريات.وبدا على الفريق المصري راضيا بالتعادل السلبي طمعا في العودة بنقطة تعزز
موقفه، ونقطتين تخسرهما جنوب إفريقيا صاحب الصدارة، ولكن الهدف القاتل الذي
سجله كاتيلوجا مفيلا في الدقيقة 93 أنهى جميع الأحلام.وربما تكون هذه الخسارة هي كلمة النهاية لأكثر من لاعب من الجيل الذهبي
للفراعنة الفائز بكأس الأمم الإفريقية على مدار النسخ الثلاث الأخيرة، خاصة
أصحاب الأعمار الكبيرة أمثال عصام الحضري ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن.بداية حذرةبدأ حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر بطريقة 3-5-2 بكثافة دفاعية كبيرة
مكونة من ثلاثة لاعبين ارتكاز وتراجع شيكابالا المهاجم الثاني لمعاونة
لاعبي الوسط.ومارس أبطال إفريقيا طريقة الدفاع الضاغط من منتصف الملعب، مع محاولات شن هجمات مرتدة عبر كرات طولية من الخلف لشيكا وحمدي.ولم تفلح تلك الطريقة في فك رموز دفاع جنوب إفريقيا، ولم تتح لمصر أي فرصة
سوى تسديدة من شيكابالا تصدى لها أحد المدافعين ثم ضربة رأس من محمود فتح
الله مرت فوق العارضة.أما جنوب إفريقيا، فتحاول ضرب التكتل الدفاعي من خلال تمريرات بينية في
العمق نجح ثلاثي الدفاع فتح الله ووائل جمعة وحسام غالي في التصدي لها، إذا
مرت من أحمد فتحي وحسني عبد ربه ومحمد شوقي في الوسط.تحسن طفيفتحسن أداء "الفراعنة" مع انطلاق الشوط الثاني، بتحرر حسني عبد ربه قليلا من
الأدوار الدفاعية، منتقلا إلى مربع صانع الألعاب ليعاون حمدي وشيكابالا.وسحب شحاتة عبد ربه في الدقيقة 60 ودفع بالبديل المعتاد محمد ناجي "جدو"
الذي ظهر في لقطة فنية طيبة في أول كرة يلمسها ولكنه فشل فيما تبقى من وقت
المباراة في تشكيل خطورة تذكر.ورغم تحسن الأداء المصري، أنقذ عصام الحضري كرتين في دقيقة واحدة الأولى من
تسديدة من زاوية صعبة حولها إلى ركنية وأخرى عرضية اشترك فيها قبل مهاجمي
جنوب إفريقيا المتحفزين.وعلى الجانب الأخر، شدد سيد معوض وأحمد المحمدي من ضغطهما الهجومي، وأرسلا
عدد من العرضيات الخطيرة التي لم يتمكن مهاجمو مصر من تحويلها إلى أهداف.ولكن أخطر الكرات جاءت من ركنية حولها شيكابالا إلى داخل منطقة إلى شوقي المتمركز في منطقة اليارادات الست ولكنه سددها خارج الملعب.ومع وضوح هبوط مستوى حمدي، أخرجه شحاتة مفسحا المجال لمحمد أبو تريكة، قبل
أن يخرج شيكابالا في الدقيقة 85 كي يشترك محمد زيدان، في تبديلين حافظا على
طريقة اللعب ودرجة الاندفاع الهجومي ولكن بلاعبين أنشط.وفي الوقت الذي كان يأمل المصريون فيه في انتزاع هدف أو على الأقل الحفاظ
على التعادل، تلقى مفيلا تمريرة بينية متقنة خلف الليبرو غالي ورقيبه جمعة،
لينطلق في قلب منطقة الجزاء ويسدد بقوة في شباك الحضري الذي خرج لملاقاته.