بعد أقل من 72 ساعة عن آخر لقاء جمعهما فى سرت الليبية زار وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل القاهرة أمس للقاء الرئيس محمد حسنى مبارك ووزير خارجيته أحمد أبوالغيط، الذى كان قد ذهب منذ أسبوع برسالة من مبارك إلى خادم الحرمين الشريفين.
استقبل الرئيس الفيصل صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة حيث سلم الأخير رسالة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مبارك تتعلق بالوضع العربى الراهن خصوصا فى عقب القمة العربية الاستثنائية بسرت.
وقال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إن الرسالة التى تلقاها الرئيس تناولت الكثير من الموضوعات فى مقدمتها مسألة العراق، وكيفية حسم الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة، والتشاور بين مصر والمملكة فى هذا الشأن، وكذلك مناقشة الأوضاع فى كل من لبنان والسودان.
زيارة الفيصل للقاهرة وقعت يوم وصول الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إلى بيروت فى تطور ترى القاهرة والرياض، دون إعلان، أنه يمثل رسالة اصطفاف شيعى قوى فى وقت متوتر للاستقطاب السنى الشيعى فى لبنان ـ بين حكومة يرأسها سعد الحريرى ومعارضة يتقدمها حزب الله.
«الزيارة (الرئاسية الإيرانية) أوجدت زخما كبيرا ونأمل أن يكون (هناك) نفس الزخم تجاه السلم اللبنانى»، هكذا عقب الفيصل على أسئلة الصحفيين حول وصول أحمدى نجاد إلى بيروت، عقب لقائه مبارك.
بينما قال وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط، فى تصريحات منفصلة، إن «الوضع فى لبنان والتحركات الجارية على المسرح الداخلى اللبنانى» كانت محل نقاش مبارك والفيصل.
الفيصل وأبوالغيط أعلنا فى تصريحات منفصلة أن الزيارة هدفت لنقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز إلى مبارك حول جملة من التطورات أولها العراق التى تسعى مصر والسعودية لتأمين دور سياسى رفيع فيها.
وقال وزير الخارجية السعودى إن كلا من الرياض والقاهرة تأملان فى أن «تكون هناك حكومة عراقية تمثل بالفعل كل المواطنين العراقيين» ـ فى إشارة إلى رغبة البلدين السنيين فى عدم تخويل نورى المالكى رئيس الوزراء المنتهية ولايته بمحاولة استثناء تيارات سياسية لا تتماهى مع التوجهات السياسية لقائمة دولة القانون التى يرأسها. كما تزامن الحديث المصرى السعودى عن الوضع فى العراق مع زيارة استثنائية للمالكى للعاصمة السورية.
القضية الفلسطينية والتطورات فى السودان كانتا أيضا على قائمة لقاء مبارك والفيصل وستكونان على مائدة النقاش المصرى السعودى المتوالى الذى قال الفيصل إن «الأيام ستظهر نتائجه» الإقليمية بينما قال أبوالغيط إن هذه المشاورات المصرية السعودية ستتواصل «حتى الحج وما بعده»، فى إشارة غير مباشرة لاعتزام مبارك الذهاب إلى فريضة الحج مجددا هذا العام قبيل منتصف الشهر المقبل. «نعم قيام الرئيس مبارك بأداء فريضة الحج هذا العام احتمال قائم ولكن التأكيد سيكون خلال أيام،» هكذا عقب مصدر رسمى، رافضا نشر اسمه.