في يوم من ايام الشتاء البارد في حي فقير كان هناك عاشقان يحب احدهما الاخر بأخلاص
و ود لم يشغروا يوماً بالبرد كان ما يشعرهم بالدفئ الاحاسيس و الشجون .وكان الاثنين
بالكاد يتدبران خبز يومهما ..
كان للفتى ساعة جيب يحملها في سترته المتهرئة من الفقر ولا تحتوي على سلسة
ليشبكها في ازرارها . وكلما فتح الساعة ليعلم الوقت يرى فيها وجه حبيبته .
و للفتاة شعر طويل اسود يصل الى اسفل ظهرها لكنها لا تمتلك مشبكاً لتشبك شعرها
المتدلي تاركته للريح يداعب به كما يشاء.
و اتى عيد الحب و اراد العاشقيين ان يتبادلا الهدايا لكن ضعف الحال يقف عائقاً
في الامر فمن اين سيأتون بالنقود و من الذي سيقرضهم المال الازم
وفي ليلة مقمرة يتشارك الغيم مع السماء و الطقس بارد ظهر الفتى من نهاية الشارع
يحمل في يده المتراجفتيين من البرد هدية الى حبيبته.
وفي الجهة الاخرى للشارع ظهرت وسط الضباب الفتاة تضع على راسها شالاً
يرفرف في الريح مثل راية سفينة في عاصفة هوجاء و تحمل هي ايضاً هديتها لعاشقها المحب
قال لها احبك من اعماقي و ان غصت ِ الى اعماق البحار كلها فلن تجدي اعمقها حباً لكي
ما هذا القلب الذي لايضخ دماً بل شلال من شوقي و ولعي بكي
قالت له الفتاة حبك يأخذي الى ارض بلا خرائط بلا ناس ولا اشيء اخر حتى العصافير و الحيوانات
في الغابة تصغي الى قلبي وهو يدقُ فيك مغرماً ..
و تبادلا الهدايا فقالت له الفتاة ارجوك افتح هديتي اولاً
ففتح العلبة الحمراء فوجدها سلسة لساعته .
فنضرت الفتاة الى وجه الابيض المحمر الانف من البرد وجدت عيناه تفيض من الدمع
قالت له ما بك؟
فمسح دموعه مبتسماً و قال لها لا شيء.. ارجوك افتحي هديتي
فتحت العلبة فوجدتها مشبكاً عاجيا لشعراها..فجلست على الرصيف خافيةً وجهها بين
اصابعها .. فحرك الفتاة من كتفها سألها ماذا هل من شيء قالت لا لاشيء يذكر
ابتسمت الفتاة وقالت دعني اضع السلسة في ساعتك.
فسكت الفتى وسئلته مرة اخرى و قال لها
لقد بعت ساعتي لكي اشتري لكي هذا المشبك ..فأن صدمت الفتاة من قوله
قال لها دعيني اضع المشبك في شعركي .. قالت الفتاة له لا
فرفع الفتى الشال من راسها فوجد انها قد قصت شهرها الى رقبتها قال لها
منبهراً ماذا فعلت؟
قالت له لقد قصصت شعري و بعته كي اشتري بثمنه السلسة لساعتك
فضمها الصدره ضمة مثل لقاء المتفارقان
مثل عودة الطفل الضائع الى امه........
في الختام اهدي هذه القصة القصيرة الى كل من يعشق بصدق
و قول لهم ضعوا مسطرة لقياس الوفاء و الاخلاص و قيموا المحبة و الود
بينكم و بيين هذيين العاشقيين